العصب الخامس أو العصب ثلاثي التوائم

هل سمعت يومًا عن العصب الخامس وتساءلت ما هو هذا العصب وأين يوجد! العصب الخامس أو كما يُسمى الأعصاب ثلاثية التوائم يُساعد وجهك على التعرف على الألم وإحساسات اللمس، وكذلك الحرارة والبرودة، كما يُساعدك على المضغ، وبسبب حجمه الكبير ووظائفه المتنوعة، يمكن أن يتسبب أي التهاب فيه لمجموعة من الأعراض المزعجة، في هذا المقال ستتعرف على ما هو العصب الخامس وما هي أشهر الأسباب المؤدية لالتهابه؟
ما هو العصب الخامس؟
العصب الخامس هو زوج من الأعصاب الدماغية ذو أهمية كبيرة، يتميز بمسؤوليته عن الإحساس في منطقة الوجه وجزء من الرأس، حيث تنتشر فروعه الثلاثة لتُغطي مختلف أجزاء الوجه، يقوم هذا العصب بنقل الأحاسيس المتنوعة كـ الحرارة، البرودة، اللمس، الضغط والاهتزاز.
إضافة إلى ذلك، فهو يلعب دورًا مهمًا في التحكم بعضلات المضغ، وهذا العصب هو الخامس من الأعصاب القحفية الاثني عشر ينشأ من جذع الدماغ، وفي حالة تعرضه للتهيج أو الالتهاب، قد يُسبب آلامًا حادة وشديدة في منطقة الوجه.
تفرعات العصب الخامس
ينقسم العصب الخامس إلى ثلاثة فروع رئيسية:
- الفرع العيني: وهو الفرع العلوي الذي يمتد ليُغطي فروة الرأس والجزء الأمامي منه والجبهة ويصل إلى العين والجفن العلوي.
- الفرع الفكي العلوي: وهو الفرع المتوسط الذي يُغطي الجفن السفلي والخد وفتحة الأنف وجوانبه والفك العلوي والشفة واللثة العليا بالإضافة إلى الأسنان العلوية.
- الفرع الفكي السفلي: وهو الفرع السفلي الذي يمتد إلى الفك السفلي والشفة السفلى واللثة والأسنان السفلية كما يُغطي بعض عضلات المضغ.
ما هو تشريح العصب الخامس؟
العصب الخامس أو العصب ثلاثي التوائم ينشأ من جذع الدماغ الواقع في الجزء السفلي من الدماغ، والذي يربط بين القشرة المخية والحبل الشوكي، يخرج هذا العصب من جذع الدماغ مع معظم الأعصاب القحفية الأخرى ويمتد ليُشكل عقدة عصبية أمام الأذن على جانبي الوجه.
تنقسم هذه العقدة إلى ثلاثة فروع عصبية حسية رئيسية تتشعب لتُغذي معظم مناطق الوجه وجزءًا من فروة الرأس، مما أدى إلى تسميته بالعصب ثلاثي التوائم أو العصب ذو الرؤوس الثلاثة، يوجد أيضًا فرع صغير للعصب الخامس يُسمى الفرع الحركي يخرج بشكل منفصل من جذع الدماغ ويمر بجانب العقدة ثلاثية التوائم ثم يلتقي مع الفرع السفلي ليغذي عضلات المضغ.
وظائف العصب الخامس
العصب الخامس بالوجه يؤدي وظائف حسية وحركية مهمة، ومن أبرز الوظائف المسؤول عنها هذا العصب، هي:
الوظائف الحسية
يوفر الإحساس في مختلف أنحاء الوجه بما في ذلك اللمس والشعور بالحرارة والبرودة والألم، وينقل المعلومات الحسية من الوجه إلى الدماغ، كما أنه مسؤول عن الإحساس بوضعية الفك، مما يُتيح للمخ معرفة حالة الفم دون الحاجة للنظر للمرآة.
الوظائف الحركية
يُحفز العصب الخامس حركة عضلات الفك المسؤولة عن المضغ، ويُساهم في تحريك الفك السفلي للأمام والخلف، إضافة لذلك يتحكم في فتح وإغلاق الفك السفلي، ويُمكنك من تحريك الفك من جانب لآخر.
هذه الوظائف المتنوعة تجعل العصب الخامس عامل رئيسي في الإحساس والحركة في منطقة الوجه مما يؤثر بشكل كبير على الوظائف اليومية كـ الأكل والتعبير والإدراك الحسي للوجه.
فحص وظائف العصب الخامس
فحص وظائف العصب الخامس يتضمن عدة اختبارات يُجريها الطبيب للتأكد من سلامة العصب وكشف أي خلل في وظائفه أو تضرر من خلال فحص المنعكسات العصبية، ومن أشهر هذه الاختبارات:
- اختبار الدبوس أو القطن: في هذا الاختبار الطبيب يلمس أجزاء الوجه المختلفة بدبوس أو قطعة قطن، أما المريض يغمض عينيه ويُخبر عن مكان وشدة الشعور باللمس، يهدف الاختبار هُنا لتقييم الإحساس في مناطق الوجه المختلفة.
- اختبار منعكس القرنية: في هذا الاختبار يتم لمس القرنية برفق بقطعة قطن، أما المريض ينظر لجسم على أحد الجانبين والطبيب يلمس القرنية من الجانب الآخر، ويتم مراقبة رد فعل العين بالرمش.
- اختبار الإطباق: هذا الاختبار يهدف لفحص حركة وقوة عضلات الفك، أما المريض يقوم بإطباق فكيه والطبيب يجس قوة العضلات وكتلتها، أو يفتح المريض فكه والطبيب يحاول إغلاقه لقياس المقاومة.
هذه الفحوصات تُساعد في تقييم شامل لوظائف العصب الخامس الحسية والحركية، مما يُمكن الطبيب من تشخيص أي اضطرابات محتملة.
أعراض تؤكد تضرر العصب الخامس
أعراض تضرر العصب الخامس تشمل عدة علامات تستدعي مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، هذه الأعراض تتضمن:
- فرط الإحساس في الوجه أو ألم شديد يشبه الصدمات الكهربائية.
- فقدان الإحساس أو الخدر في الوجه.
- قد يُعاني المريض من فقدان الإحساس بفتح الفم أو غلقه.
- صعوبة في المضغ أو العض.
- صعوبة في تحريك الفك من جانب لآخر أو انحراف الفك عند فتحه.
هذه الأعراض تُشير إلى اختلال في وظائف العصب الخامس الحسية والحركية مما قد يؤثر بشكل كبير على الوظائف اليومية للوجه والفم، وهُنا يكونا كل من التشخيص المبكر والعلاج المناسب ضروريان للحد من تطور هذه الأعراض وتحسين جودة حياة المريض.
التهاب العصب الخامس وآلامه
ألم العصب الخامس أو ألم العصب ثلاثي التوائم هو اضطراب عصبي مزمن ناتج عن إصابة العصب بالتهاب، مما يُسبب نوبات حادة تُصيب الوجه وتستمر لثوانٍ معدودة إلى دقيقتين متكررة على مدى أسابيع أو أشهر، وعادةً ما يُصيب هذا الألم جانبًا واحدًا من الوجه ويعتبره البعض من أشد أنواع الألم التي عرفتها البشرية.
قد ينتج هذا الألم عن عدة أسباب منها:
- انضغاط العصب بفعل الأوعية الدموية أو الأورام.
- التصلب المتعدد.
- التشوهات الشريانية الوريدية.
- السكتة الدماغية.
- صدمات الرأس وإصابات الوجه.
- الخضوع لجراحات في الوجه كـ جراحة الجيوب الأنفية.
إضافة إلى الأسباب السابقة، يُمكن لمحفزات بسيطة أن تُثير نوبات الألم مثل التحدث، المضغ، تفريش الأسنان، الحلاقة، تعرض الوجه لنسيم خفيف أو حتى مجرد لمس الوجه برفق، هذه الحالة المعقدة تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصابين وتتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا متخصصًا للتخفيف من حدة الأعراض وتحسين الحالة الصحية للمريض.
علاجات التهاب العصب الخامس
علاج آلام العصب الخامس يتم بعدة طرق لتخفيف الضغط عن العصب كـ استئصال الأورام أو تحريك الأوعية الدموية الضاغطة جراحيًا، أما في الحالات مجهولة السبب يُركز العلاج على تخفيف الألم عبر عدة علاجات وهي:
- العلاج الدوائي: يشمل الأدوية المضادة للتشنجات لتقليل نوبات الألم والأدوية المضادة للتقلصات التي قد تستخدم منفردة أو مع الأدوية المضادة للتشنجات.
- العلاج بالحقن: حقن البوتكس في عضلات الفك يُساعد ذلك على تخفيف حدة الألم.
- العلاج التداخلي للآلام: يتضمن حقن جذر العصب بمواد مخدرة أو تعريضه لموجات التردد الحراري لعلاج الالتهاب.
نصيحة الطبيب
يجب على مريض العصب الخامس الالتزام الدقيق بخطة العلاج الموصوفة والمواظبة على متابعة المواعيد الطبية بانتظام، ومن المهم أيضًا تجنب المحفزات المعروفة لنوبات الألم، ونوصي بممارسة تقنيات الاسترخاء لتخفيف التوتر الذي قد يزيد من حدة الأعراض مع الحفاظ على نظام غذائي صحي غني بفيتامين ب، وإذا كنت تُعاني من أي أعراض تُنذر بتعرض العصب الخامس للالتهاب ولم يتم تشخيصك بعد، فنوصي بضرورة الكشف الطبي الفوري للحصول على خطة علاجية فعالة.