الانزلاق الغضروفي مشكلة صحية شائعة تؤثر على كثير من الأشخاص حول العالم لكن أعراضها قد تكون مربكة ومتنوعة، في هذا المقال سنستعرض اعراض الانزلاق الغضروفي الرئيسية وكيفية التعرف عليه بدقة، سواء نشأ الانزلاق نتيجة إصابة مباشرة أو مع التقدم في العمر، فإن فهم علاماته وأعراضه يُساعد على التشخيص المبكر والحصول على العلاج الفعال، دعونا نتعرف على هذه الأعراض الشائعة والمفاجئة لهذه الحالة الصحية وكيف يُمكنك تمييزها.

اعراض الانزلاق الغضروفي

الانزلاق الغضروفي له مجموعة متنوعة من الأعراض، بعضها شائع ومعروف، وبعضها الآخر أقل شيوعًا، ومن أبرز هذه الأعراض:

1- الشعور بالألم

الألم هو العرض الأكثر وضوحًا وانتشارًا لدى مرضى الانزلاق الغضروفي، يبدأ هذا الألم عادة بشكل تدريجي ويتفاقم مع مرور الوقت، متمركزًا في موضع الغضروف المتضرر، في كثير من الحالات، لا يقتصر الألم على منطقة الإصابة فحسب، بل قد يمتد ليشمل الأطراف القريبة، كـ الذراعين أو الساقين، اعتمادًا على موقع الانزلاق.

الجدير بالذكر أن شدة الألم وطبيعته قد تختلف من شخص لآخر، فبينما يعاني البعض من ألم حاد ومفاجئ، قد يواجه آخرون ألمًا خفيفًا ومستمرًا، كما أن الألم قد يتأثر بعوامل مختلفة مثل الحركة أو الوضعية، مما يجعل تشخيص الحالة أمرًا يتطلب فحصًا دقيقًا وشاملًا من قبل طبيب متخصص.

2- الوخز والتنميل

الوخز والتنميل من الأعراض البارزة للانزلاق الغضروفي، تنشأ هذه الأحاسيس عندما يضغط الغضروف المنزلق على الجذور العصبية المجاورة، مما يُعيق وظيفتها الطبيعية في نقل الإشارات العصبية إلى أجزاء الجسم المختلفة.

نتيجة لهذا الضغط، قد يشعر المصاب بإحساس غريب في الأطراف، كاليدين أو القدمين، وأحيانًا في منطقة الرأس، هذا الإحساس يوصف غالبًا بأنه شبيه بوخز الإبر أو الشعور بالنمل يسري تحت الجلد، وقد تتفاوت شدة هذه الأعراض من خفيفة ومتقطعة إلى مستمرة ومزعجة، اعتمادًا على موقع وحدة الضغط على العصب، وفي بعض الحالات، قد يُصاحبها فقدان جزئي للإحساس في المناطق المتأثرة.

من المهم ملاحظة أن استمرار هذه الأعراض قد يُشير إلى ضرورة التدخل الطبي العاجل، إذ قد تؤدي في حالات نادرة إلى أضرار عصبية دائمة إذا تُركت دون علاج.

3- ضعف العضلات

الانزلاق الغضروفي قد يُسبب ضعفًا عامًا في العضلات نتيجة خلل في نقل الإشارات العصبية الضرورية إليها، هذا الاضطراب في التواصل العصبي والعضلي يظهر في صور متعددة كـ انخفاض القوة العضلية خاصة في الأطراف المتأثرة وبطء استجابة العضلات للأوامر الحركية.

يُمكن ملاحظة هذا الضعف في الأنشطة اليومية مثل صعوبة حمل الأشياء أو المشي لمسافات طويلة، شدة هذا الضعف قد تتفاوت من شخص لآخر ومن الضروري متابعته مع الطبيب المختص لتقييم مدى تأثير الانزلاق الغضروفي على وظائف العضلات وتحديد خطة العلاج المناسبة.

4- برودة في جانب واحد من الجسم

من أعراض الانزلاق الغضروفي الشعور ببرودة في جانب واحد من الجسم وهي تُعتبر ظاهرة غير معتادة، وهي تنتج عن ضغط الغضروف المنزلق على أعصاب محددة في المنطقة المحيطة، نتيجة لهذا الضغط، قد يتطور إحساس تدريجي وغريب في الجسم، يصفه البعض بأنه شبيه بالحرقان أو الخدر.

ما يميز هذا العَرَض هو اقتصاره على جانب واحد من الجسم دون الآخر، قد يشعر المصاب بأن نصف جسمه بارد بشكل غير طبيعي، بينما يبقى النصف الآخر على درجة حرارته المعتادة، هذا التغير في الإحساس، رغم غرابته، يعد مؤشرًا مهمًا على وجود ضغط عصبي ناتج عن الانزلاق الغضروفي.

لذا، يُنصح بالانتباه لهذا العَرَض والإبلاغ عنه للطبيب المعالج، الذي يُمكن أن يُساعد في تحديد موقع الانزلاق وتوجيه خطة العلاج بشكل أكثر دقة.

5- ألم عند العطس أو السعال

العطس والسعال قد يُثيران ألمًا حادًا في الظهر لدى المصابين بالانزلاق الغضروفي، هذه الظاهرة ناتجة عن الضغط المفاجئ الذي يحدث في منطقة البطن أثناء هذه الأفعال اللاإرادية، والذي ينتقل بدوره إلى منطقة الظهر.

عند حدوث العطس أو السعال، تنقبض عضلات البطن بقوة، مما يزيد الضغط داخل الجسم، هذا الضغط المتزايد ينتقل عبر العمود الفقري، مسببًا ضغطًا إضافيًا على الغضروف المنزلق والأعصاب المحيطة به.

نتيجة لذلك، قد يشعر المصاب بوخز مفاجئ أو ألم حاد في منطقة الإصابة، ومن المهم أن يكون المصاب على دراية بهذا العَرَض، إذ يمكن أن يُساعد في التشخيص المبكر للحالة، كما أنه قد يشير إلى ضرورة اتخاذ احتياطات إضافية أثناء السعال أو العطس لتقليل الضغط على المنطقة المصابة.

6- صعوبة في الوقوف والجلوس

قد يعاني بعض الأشخاص من صعوبات ملحوظة عند تغيير وضعية الجسم، خاصة أثناء الوقوف أو الجلوس وهي أكثر اعراض الانزلاق الغضروفي شيوعًا، الألم الناجم عن هذه الحالة يمكن أن يتفاقم بشكل حاد عند محاولة اتخاذ هذه الوضعيات أو الحفاظ عليها لفترات طويلة.

عند الوقوف أو الجلوس، يتغير توزيع الضغط على العمود الفقري، مما قد يؤدي إلى زيادة الضغط الواقع على الغضروف المنزلق، هذا بدوره يزيد من الضغط على الأعصاب المحيطة، مسببًا تفاقم الألم وعدم الراحة.

فهم هذه العلاقة بين وضعية الجسم والألم يساعد في إدارة الأعراض وتوجيه العلاج، سواء من خلال تعديل الأنشطة اليومية أو تطبيق تقنيات علاجية محددة.

7- ضعف الأمعاء والمثانة

قد ينجم عن الإصابة بانزلاق غضروفي حاد في أي جزء من الظهر ضعف ملحوظ في وظائف الأمعاء والمثانة ويتطلب هذا رعاية طبية عاجلة خاصة إذا ترافق مع ألم ظهر وفقدان مفاجئ للسيطرة على الإخراج.

اعراض الانزلاق الغضروفي حسب المنطقة المصابة

تختلف اعراض الانزلاق الغضروفي حسب موقع الإصابة في العمود الفقري وتتضمن ما يلي:

في أسفل الظهر: قد يمتد الشعور بالانزعاج إلى الأرداف والفخذين والساقين وقد يشعر المصاب بألم ينتشر على مسار العصب الوركي من الخلف إلى الساقين.
في وسط الظهر: غالبًا ما يكون الألم موضعيًا في منطقة الإصابة وأحيانًا ينتشر من أسفل القفص الصدري إلى الصدر، لكن الانزلاق الغضروفي نادر في هذا الموضع.
في منطقة الرقبة: تشمل الأعراض الشائعة عدم الراحة في الكتف والذراع وتصلب الرقبة وضعف العضلات والوخز أو التنميل في الساقين.
في منطقة الورك: قد يحدث تدلي للقدم ناتج عن تسرب المادة الهلامية الداخلية للقرص الفقري، هذا التسرب قد يؤدي إلى الضغط على الأعصاب المجاورة في المنطقة المتأثرة، بالإضافة إلى إحداث تغيرات كيميائية أخرى في المنطقة المحيطة.

ملحوظة: من أشهر واكثر اصابات الانزلاق الغضروفي هو الانزلاق الغضروفي في الفقرة الرابعة والخامسة

طرق علاج اعراض الانزلاق الغضروفي

بتنوع اعراض الانزلاق الغضروفي وحالاته تتنوع أيضًا طرق العلاج بين الجراحي والغير جراحي، إليك أبرز العلاجات:

استخدام الكمادات الباردة أو الساخنة على منطقة الألم وفقا لتوجيهات الطبيب.
الراحة لبضعة أيام مع تجنب الخمول الطويل لمنع تيبس عضلات الجسم.
تناول المسكنات عند الحاجة مثل الإيبوبروفين.

إذا تطلب الأمر علاجا إضافيا قد يصف الطبيب:

أدوية مضادة للالتهاب ومسكنة أو مرخية للعضلات أو لعلاج الاعتلال العصبي.
حقن الغضروف بالستيرويدات لتقليل الالتهاب وتسريع الشفاء.
جلسات العلاج الطبيعي لتخفيف الضغط عن الأعصاب وتحسين الدورة الدموية.
في حالات نادرة قد يلزم التدخل الجراحي لتخفيف الضغط عن العمود الفقري والأعصاب.

من الخيارات الحديثة لعلاج اعراض الانزلاق الغضروفي العلاج التداخلي للآلام بدون جراحة ويشمل:

العلاج بالتردد الحراري باستخدام نبضات حرارية مركزة على منطقة الآلام.
شفط الغضروف بأدوات دقيقة عبر فتحة صغيرة في المنطقة المصابة.
تبخير الغضروف بإدخال قسطرة دقيقة لتغيير بنية الغضروف المنزلق.

نصيحة الطبيب

إذا كنت تشعر بأيًا من اعراض الانزلاق الغضروفي السابق ذكرها، لا تتجاهلها، فالتشخيص والعلاج المبكر يمكن أن يُحدثا فرقًا كبيرًا في مسار شفائك، التزم بالراحة والتمارين الموصى بها، وتجنب الحركات المفاجئة أو رفع الأوزان الثقيلة، تذكر أن الألم ليس حتميًا ويمكن التغلب عليه بالعلاج المناسب، وأخيرًا لا تتردد في استشارة طبيبك فورًا إذا لاحظت أي من الأعراض المذكورة، فالكشف المبكر هو مفتاح العلاج الفعال وعودتك لحياتك الطبيعية بأسرع وقت.