عرق النسا – الاعراض والاسباب وطرق العلاج

ديسمبر 7, 2024 by الفريق الطبي
عرق-النسا-1200x655.webp

يُعاني الكثيرون من ألمٍ حاد ومزعج، قد يبدأ من أسفل الظهر ويصل حتى الساقين، ويُعرف بعرق النسا، وهو حالة مرضية تُصيب العصب الوركي في الساقين، في الغالب سمعت عن هذا المصطلح الطبي، ولكن لا تعرف الكثير عنه، لذلك في هذا المقال، سنغوص في تفاصيل هذا الموضوع الطبي، لنتعرف على عرق النسا وأشهر أعراضه وأسبابه وما الخيارات العلاجية الأنسب لهذه الحالة الطبية الحرجة.

 

ما هو عرق النسا؟

عرق النسا هو حالة طبية يشعر فيها المريض بألم شديد يمتد على طول العصب الوركي، وهو أكبر عصب في الجسم ويمتد من أسفل الظهر وصولاً إلى الساقين، يُعرف الألم الناتج عن عرق النسا بكونه حادًا وحارقًا، وقد يكون مصحوبًا بتنميل وضعف في العضلات، وغالبًا ما يحدث هذا الألم نتيجة ضغط أو تهيج على العصب الوركي بسبب انزلاق غضروفي في الفقرات القطنية، أو نتيجة ضيق القناة الشوكية.

عرق النسا او العصب الوركي
عرق النسا او العصب الوركي (يظهر عرق النسا باللون الأزرق والممتد من الإليه وحتى اسفل الساق، وتظهر منطقة الالم التي يسببها باللون الوردي)

 

أنواع عرق النسا

يُصنف عرق النسا من الناحية الطبية إلى نوعين رئيسيين، ورغم اختلاف مسببات كل نوع، إلا أن الأعراض والتأثيرات المصاحبة لهما تكون متشابهة:

  • عرق النسا الحقيقي:

يتميز بإصابة مباشرة تؤثر على العصب الوركي نفسه، مما يسبب الألم والأعراض المصاحبة.

  • الحالات المشابهة لعرق النسا:

وهي حالات تُظهر أعراضًا مماثلة لعرق النسا الحقيقي، لكنها تنتج عن مشكلات تصيب إما العصب الوركي أو الأعصاب المغذية له والتي تشكل مجتمعة العصب الوركي.

عادةً يستخدم الأطباء ومقدمو الرعاية الصحية مصطلح “عرق النسا” للإشارة إلى كلا النوعين، ولكن الاختلاف في تحديد العلاج المناسب.

 

أسباب عرق النسا

أسباب عرق النسا متعددة وتكون على النحو التالي:

  • الانزلاق الغضروفي:

يحدث نتيجة تعرض الغضاريف بين الفقرات للضغط المتزايد من الفقرات المجاورة، هذا الضغط يؤدي إلى تسرب السائل الموجود داخل الغضروف، مما يُشكل ضغطًا مباشرًا على العصب الوركي، مسببًا الألم الحاد والأعراض المصاحبة، وتعتبر هذه الحالة من أكثر الأسباب شيوعاً لعرق النسا.

  • النتوءات العظمية:

تُغرف أيضًا بـ النبتات العظمية على العمود الفقري، هذه النتوءات هي عبارة عن بروزات عظمية صغيرة خشنة الملمس تتشكل عادة في مناطق التقاء المفاصل العظمية، عند تكونها على امتداد العمود الفقري، تؤدي هذه النتوءات إلى تضييق القناة الشوكية، مما يخلق ضغطًا على الأعصاب المارة خلالها، وعندما يقع هذا الضغط على مسار العصب الوركي، فإنه يتسبب في حدوث التهاب وألم شديد.

 

كما توجد أسباب أخرى متعددة لعرق النسا، منها:

  • الإصابات المباشرة والصدمات التي تُصيب العمود الفقري أو العصب الوركي نفسه.
  • قد تتسبب الأورام التي تنمو داخل القناة الشوكية في الضغط على العصب الوركي، مؤدية إلى ظهور الأعراض المميزة للمرض.
  • يمكن أن يحدث انزلاق في إحدى الفقرات بحيث تخرج عن محاذاتها الطبيعية مع الفقرة العلوية، مما يؤدي إلى تضيق القناة الشوكية والضغط على العصب الوركي.

هذه الأسباب تستدعي تشخيصًا دقيقًا من قبل الأطباء المختصين لتحديد السبب الرئيسي وراء الإصابة، وبالتالي تحديد خطة العلاج المناسبة التي تتناسب مع كل حالة على حدة، مع الأخذ في الاعتبار شدة الأعراض ومدى تأثيرها على حياة المريض اليومية.

 

أعراض عرق النسا

تظهر أعراض عرق النسا في عدة أشكال متفاوتة الشدة، من أبرزها:

الشعور بالألم:

الناجم عن الضغط على الأعصاب المتضررة، يصف المرضى هذا الألم بأنه إحساس حارق أو صدمة كهربائية تمتد من أسفل الظهر نزولاً إلى الساق المصابة، تزداد حدة هذا الألم عند القيام بحركات معينة مثل السعال أو العطس، أو عند رفع الساقين أثناء الاستلقاء على الظهر.

الوخز والتنميل:

يعاني المرضى من الوخز والتنميل في المناطق المتأثرة من الظهر والساق، حيث تضعف قدرة الإشارات العصبية على الوصول إلى الدماغ، مما يؤدي إلى فقدان الإحساس الطبيعي بالجلد في تلك المناطق.

ضعف في العضلات:

قد يظهر نتيجة صعوبة وصول الإشارات العصبية المسؤولة عن الحركة إلى عضلات الظهر والساقين.

سلس البول أو البراز:

في الحالات الشديدة، قد يعاني المريض من أعراض خطيرة مثل سلس البول أو البراز، وهو ما يشير إلى خلل في وصول الإشارات العصبية المتحكمة في وظائف المثانة والأمعاء.

 

عوامل الخطر المرتبطة بعرق النسا

يتأثر احتمال الإصابة بعرق النسا بمجموعة متنوعة من العوامل، ومن أبرز هذه العوامل:

  • العمر: مع تقدم السن، تزداد احتمالية حدوث تشوهات في العمود الفقري مثل الانزلاق الغضروفي وتكون النتوءات العظمية، مما يرفع من فرص الإصابة بعرق النسا بشكل ملحوظ.
  • مرض السكري: هو عامل خطر آخر يجعل المصابين به أكثر عرضة لتلف الأعصاب نتيجة التأثيرات المزمنة للمرض على الجهاز العصبي.
  • السمنة: تزيد من احتمالية الإصابة بعرق النسا، إذ يضع الوزن الزائد ضغطاً متزايداً على العمود الفقري، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الأعصاب وظهور أعراض عرق النسا.
  • نمط الحياة قليل الحركة: هو عاملاً مهمًا آخر في زيادة مخاطر الإصابة بعرق النسا، فالأشخاص الذين تتطلب طبيعة عملهم الجلوس لساعات طويلة، مع قلة النشاط البدني، يكونون أكثر عرضة للإصابة مقارنة بأولئك الذين يحافظون على نمط حياة نشط.

 

كيفية تشخيص عرق النسا

تحتاج الإصابة بعرق النسا إلى تشخيص سريع، لمنع تفاقم الأعراض وخروج الأمور عن السيطرة، ومن أهم طرق التشخيص في هذه الحالة:

  • الفحص السريري:

يعتمد الأطباء على مزيج من الأساليب الطبية لتشخيص عرق النسا، حيث يبدأ التشخيص عادةً بالفحص السريري وتقييم الأعراض التي يُعاني منها المريض، يتم أيضًا فحص مدى مرونة وحركة المريض، بما في ذلك اختبار رفع الساق المستقيمة.

  • الرنين المغناطيسي (MRI):

يعتبر من أكثر الفحوصات دقة لتشخيص عرق النسا وتحديد ما إذا كان هناك انزلاق غضروفي أو ضيق في القناة الشوكية، يقوم هذا الفحص بتوفير صورة دقيقة للنخاع الشوكي والأعصاب، مما يساعد في تحديد مصدر الضغط على العصب الوركي.

  • التصوير بالأشعة السينية (X-ray):

يُستخدم في بعض الحالات لاستبعاد مشاكل أخرى في العمود الفقري مثل كسور الفقرات أو تآكلها والتي قد تؤدي أيضًا إلى أعراض شبيهة بعرق النسا.

  • التخطيط الكهربائي للأعصاب (EMG):

يُستخدم أحيانًا للتأكد من نشاط العصب الوركي وتقييم مدى تأثر الأعصاب بوضعية معينة.

 

خيارات العلاج المتاحة لـ عرق النسا

بناءً على حالة المريض يتم تحديد طريقة العلاج الأنسب لها، ومن أهم طرق علاج عرق النسا:

العلاج الطبيعي

العلاج الطبيعي خطوة أولى للتخفيف من آلام عرق النسا وتشنجات العضلات، ويشمل العلاج الطبيعي مجموعة من التمارين الموجهة لتحسين قوة ومرونة العضلات المحيطة بالفقرات وأسفل الظهر، مما يخفف الضغط على العصب الوركي ويُعزز الحركة اليومية.

العلاج بالأدوية

تستند الأدوية المستخدمة لعلاج عرق النسا إلى مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs)، والتي تعمل على تقليل الالتهاب وتخفيف الألم، قد تُستخدم أيضًا أدوية تخفيف الألم العصبي لتهدئة التهيج العصبي وتُقلل حساسية الأعصاب.

العلاج بالجراحة

الجراحة هي الخيار الأخير عندما تكون الأعراض شديدة ومستعصية ولا تستجيب لأي من العلاجات الأخرى، ويُمكن اللجوء إلى عمليات إزالة الضغط العصبي أو تصحيح وضعية الفقرات، وقد تكون هذه الإجراءات ضرورية عندما تتسبب المشاكل الهيكلية، مثل الانزلاق الغضروفي الحاد، في ضغط كبير على العصب الوركي أو إذا أدى الضغط المستمر إلى ضعف في حركة العضلات.

 

افضل علاج لعرق النسا (العلاج التداخلي)

 يعتبر العلاج التداخلي من افضل الخيارات الهامة لتخفيف الألم الناتج عن عرق النسا، وخصوصًا عند فشل العلاجات التقليدية في تحقيق نتائج ملحوظة، تشمل هذه العلاجات:

حقن العضلة الكومترية لعلاج عرق النسا

  • هو اجراء غير جراحي يستخدم عادة لعلاج الم عرق النسا الناتج عن وجود تقلص في العضلة الكومترية مما يؤدي إلى الضغط على عرق النسا
  • يتم عن طريق حقن العضلة الكومترية بمواد علاجية مثل مادة البيتاميثازول او الماغنيسوم او اللوكين او البوتوكس
  • يؤدي هذا الاجراء إلى تقليل تقلص والتهاب العضلة الكومترية مما يخفف الضغط على عرق النسا وبتالي ايقاف الألم
  • مدة الاجراء حوالي 15 دقيقة
  • يتوقف الألم بعد الاجراء مباشرة.
  • اجراء آمن وغير جراحي ويتم بدون تخدير كلي.
  • يخرج المريض في نفس اليوم من المستشفى.

علاج عرق النسا بالتردد الحراري:

  • هو اجراء غير جراحي يستخدم عادة عند وجود التهاب في جذور الاعصاب القطنية بسبب ضيق القناة العصبية او وجود انزلاق غضروفي قطني متسبب في الم عرق النسا
  • يتم عن طريق تسليط موجات التردد الحراري عن طريق ابر دقيقة ومخصصة على جذور الاعصاب الملتهبة.
  • مدة الاجراء حوالي 30 دقيقة
  • يتوقف الألم بعد اجراء التردد الحراري مباشرة.
  • اجراء آمن وغير جراحي ويتم بدون تخدير كلي.
  • يخرج المريض في نفس اليوم من المستشفى.

علاج عرق النسا عن طريق حقن جذور الاعصاب القطنية

  • هو اجراء غير جراحي يستخدم عادة لعلاج الم عرق النسا الناتج عن وجود خشونة في مفاصل الفقرات القطنية او وجود التهاب في جذور الاعصاب القطنية او ضيق القناة العصبية من الدرجة البسيطة
  • مدة الاجراء حوالي 15 دقيقة
  • يتوقف الألم بعد الاجراء مباشرة.
  • اجراء آمن وغير جراحي ويتم بدون تخدير كلي.
  • يخرج المريض في نفس اليوم من المستشفى.

حقن الستيرويد فوق الجافية:

يتم حقن الستيرويدات المضادة للالتهاب مباشرة في منطقة الألم حول العصب الوركي، مما يساعد على تقليل الالتهاب وتخفيف الألم.

تحفيز الأعصاب كهربائيًا:

يُستخدم جهاز التحفيز العصبي الكهربائي عبر الجلد (TENS) كـ علاج تداخلي فعال لتهدئة إشارات الألم في الأعصاب المصابة.

 

مميزات العلاج التداخلي لعلاج عرق النسا

يتميز العلاج التداخلي بعدة فوائد تجعلها خيارًا مثاليًا للعديد من المرضى الذين يُعانون من الألم المزمن لحالات مرضية صعبة مثل عرق النسا:

  • القدرة على تخفيف الألم بشكل سريع ودقيق، حيث يستهدف العلاج المنطقة المصابة مباشرة، مما يقلل من الالتهاب ويخفف من ضغط الأعصاب المتضررة.
  • تتيح هذه العلاجات للمرضى تحسين نوعية حياتهم دون الحاجة إلى الخضوع للجراحة، مما يجعلها خيارًا أقل خطورة مع وقت تعافٍ أسرع نسبيًا.
  • تُساعد العلاجات التداخلية في تقليل اعتماد المريض على مسكنات الألم القوية لفترات طويلة، وبالتالي تقلل من خطر الآثار الجانبية المرتبطة بها، مثل الإدمان أو اضطرابات الجهاز الهضمي.
  • علاجات أثبتت فاعليتها في تحسين حياة الكثير من مرضى عرق النسا.

 

كيفية الوقاية من عرق النسا

الوقاية من عرق النسا تستند إلى مجموعة من الممارسات اليومية البسيطة التي، رغم عدم ضمان فعاليتها المطلقة، تُساهم في تقليل مخاطر الإصابة بشكل ملحوظ، إليك أبرز طرق الوقاية من هذه الحالة المرضية:

  • ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة في مقدمة هذه الإجراءات الوقائية، حيث تعمل على تقوية المجموعات العضلية الأساسية في منطقة الظهر والمؤخرة والبطن، مما يؤدي إلى تحسين وضعية الجسم ومحاذاة العمود الفقري.
  • الوضعية السليمة للجسم مهمة للوقاية من عرق النسا  خاصة لدى الأشخاص الذين تتطلب طبيعة عملهم الجلوس لفترات طويلة، ويعد اختيار الكرسي المناسب المزود بدعامة لأسفل الظهر عاملاً مهمًا للحفاظ على الانحناء الطبيعي للعمود الفقري، كما يجب الحرص على تعديل وضعية الجلوس بشكل دوري وأخذ فترات راحة منتظمة للحركة والتمدد.
  • تقنيات رفع الأوزان لها أهمية خاصة في الوقاية من عرق النسا، حيث يجب الالتزام بالأسلوب الصحيح عند رفع الأشياء الثقيلة في الحياة اليومية، ويتضمن ذلك الاعتماد على عضلات الساقين مع الحفاظ على استقامة العمود الفقري، وتجنب حركات الالتواء أثناء الرفع.

 

هل تعاني من عرق النسا ؟

اذا كنت تعاني من عرق النسا يمكن التواصل معانا لعرض حالتك على الدكتور هيثم حمدي وسيقوم بدوره بتحديد طريقة العلاج المناسبة لحالتك

ابدأ الاستشارة الآن

 

نصيحة الطبيب

إن الإصابة بـ عرق النسا حالة مرضية تتطلب عناية طبية خاصة وخطة علاجية متكاملة، لذلك نوصي المرضى بتجنب الحركات المفاجئة والجلوس لفترات طويلة، مع ضرورة ممارسة التمارين الخفيفة التي يحددها أخصائي العلاج الطبيعي مع الالتزام بتناول الأدوية في مواعيدها المحددة، وإتباع الخطة العلاجية كما وضعها الطبيب المعالج، وإذا لاحظت تفاقم الأعراض أو ظهور أعراض جديدة، فلا تتردد في استشارة طبيبك فوراً للتقييم وتعديل الخطة العلاجية إذا لزم الأمر.

الفريق الطبي

جميع الحقوق محفوظة – أ.د هيثم حمدي

//
يمكنك طرح استفساراتك وسيقوم احد اعضاء الفريق الطبي بالرد عليك في اسرع وقت
👋 كيف يمكنني مساعدتك